الأدلّةُ والشّواهدُ على أنّ غرابةَ السّند لا توجبُ ردَّ الحديث

Authors

  • عبد الباري حميدي كلية الشريعة – جامعة كابول

DOI:

https://doi.org/10.61806/al-tatawur.v1i3.3

Keywords:

الغريب, الغرابة, الصحة, غرائب الصحيح, الفرد, حديث الفرد.

Abstract

لم يلحق النبي غ بالرفيق الأعلى إلا وقد وضع ضمانات ملموسة، وتحصينات متينة لحفظ سنته التي هي مثل القرآن وقسيمه والحفاظ عليها من كل دسّ أو دخيل؛ وذلك بحثّ أصحابه ومن بعدهم من التابعين وأتباعهم بجلوسهم للسماع والإسماع اللًذين هما حصن أمان للسنة من أن يضيع منها حرف، كما حذّرهم في الوقت نفسه من الكذب عليه؛ لئلا يزاد عليها حرف فامتثلت الصحابة ومن بعدهم أوامر رسولهم في هذا الجانب المهم كما إمتثلوه في سائر الجوانب، فحفظوا السنة في صدورهم، وجمعوها ودوّنوها في السطور والصحف، مرتبين ذلك على الأبواب والمواضيع تارة، وعلى المسانيد وأسماء تارة أخرى.

ومع انتشار الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الاقدار، بدأت مرحلة التنقيح والتفحّص والتفحيص، فانبرى أمير المؤمنين في الحديث، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، فألف كتابه الصحيح الذي تلقته الأمة بالقبول، واعتبروه أصحَّ كتاب بعد كتاب الله تعالى.

وقد أدرك أعداء الدين والسنة أهمية هذا الكتاب فصوّبوا سهامهم المسمومة نحوه متمنّين بذلك إسقاط غيره بإسقاطه وتبعهم في ذلك طائفة من أبناء الأمة، فحاولوا إضعافه أو إسقاطه – إن استطاعوا – بطعون واهية، وإيرادات فارغة، وممن انتقده بتلك الإيرادات صاحب كتاب حكمة الباري، فكان من إيراداته على حدّ زعمه اشتماله على الأسانيد الغريبة، فجاءت هذه المقالة لبيان أن الغرابة لا تنافي الصحة، كما أن كثرة الطرق وتعدّدها لا تلازمها، فكم من حديث تعدّدت طرقه وهو ضعيف، فأساس قبول خبر الراوي عدالته وضبطه. لذلك نجد أن العلماء جمعوا الغريب مع أنوع المقبول كالصحيح والحسن، كما أنهم قسّموه إلى غرائب الصحيح، غرائب الشيوخ، وغرائب المتون، وغير ذلك. فكلّ ذلك تتدل على أن الغرابة لا تنافي الصحة ولذلك لم ينتقد هذا الأمر أحد من المنتقدين في القديم والحديث على البخاري ولا على غيره من أئمة الحديث؛ وذلك لظهور هذا الأمر ووضوحه لديهم.

References

ابن حجر، الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني الشافعي. فتح الباري شرح صحيح البخاري، ط3. (القاهرة، دار المطبعة السلفية،1407هـ).

ابن رجب الحنبلي، أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الدمشقي الحنبلي، شرح علل الترمذي، ط1. تحقيق: د. همام عبد الرحيم سعيد، (الأردن: مكتبة المنار،1407ه).

ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي. تفسير القرآن العظيم، ط2. تحقيق: سامي بن محمد سلامة. (الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع،1420ه).

أبو الحسين، أحمد بن فارس بن زكريا الرازي. (مقاييس اللغة، ط1. تحقيق إبراهيم شمس الدين. (بيروت: دار الكتب العلمية،1420هـ).

أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني. السنن، ط2. تعليق: عزت عبيد الداعس. (رياض: بيت الأفكار الدولية،2000).

البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري البجعفي. صحيح البخاري، ط5. تحقيق: د. مصطفى ديب البغا. (دمشق، دار ابن كثير، 1414).

الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة. السنن، ط1. تحقيق: أحمد محمد شاكر، بيروت: دار إحياء التراث العربي،1430ه).

الجبرين، عبد الله بن عبد الرحمن، أخبار الآحاد في الحديث النبوي، حجيتها، مفادها، العمل بموجبها، ط2. مكة (المكرمة: دار عالم الفوائد،1416ه).

الجربوعي، عبد الله بن عيد، تقريب مصطلح الحديث، ط2. المدينة المنورة: مركز البصائر للبحث العلمي.

حكمتيار، قلب الدين. (1395ش). حكمة الباري، ط2. (بيشاور، ميثاق ايثار، 1416).

الدار قطني، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني. أطراف الغرائب والأفراد من حديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ط1. (بيروت: دار الكتب العلمية، 1419).

الزيلعي، جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي. نصب الراية لأحاديث الهداية مع حاشيته بغية الألمعي في تخريج الزيلعي، ط1. تحقيق: محمد عوامه، (بيروت: مؤسسة الريان للطباعة والنشر، 1418).

السخاوي، شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، ط1. تحقيق: د. عبد الكريم الخضير، و د. محمد آل فهيد. (الرياض: مكتبة دار المنهاج، 1426).

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الشافعي. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ط2. تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف. (بيروت، دار الكتب العلمية، 1399ه).

الشهر زوري، الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح. علوم الحديث، ط1. تحقيق: عبد اللطيف الهميم – ماهر ياسين الفحل. (بيروت، دار الكتب العلمية، 1423).

عتر، نور الدين،. منهج النقد في علوم الحديث، ط3. (دمشق: دار الفكر، 1401).

الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي. القاموس المحيط. ط2. (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1407ه).

القسطلاني، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن الخطيب الشافعي. إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ط7. (القاهرة، المطبعة الكبرى الأميرية، 1905م).

الكتاني، محمد بن جعفر الكتاني. الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، ط5. (بيروت، دار البشائر الإسلامية، 1414ه).

المباركفوري، أبو الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن خان محمد بن أمان الله بن حسام الدين الرحماني المباركفوري. مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ط3.( الهند، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء - الجامعة السلفية - بنارس الهند، 1984).

المزي، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي. تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، ط2. تحقيق: عبد الصمد شرف الدين. (بيروت، المكتب الإسلامي، والدار القيمة، 1403).

مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري. المسند الصحيح، ط1. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. (بيروت، دار إحياء التراث، 1955م).

Downloads

Published

2023-08-24

How to Cite

عبد الباري حميدي. (2023). الأدلّةُ والشّواهدُ على أنّ غرابةَ السّند لا توجبُ ردَّ الحديث. Al-Tatawur: International Journal of Social Science, 1(3), 13–23. https://doi.org/10.61806/al-tatawur.v1i3.3