لموازنة بين الصحيحن (صحيح البخاري ومسلم)

Abstract

مما هو معلوم من الدين بالضرورة أن السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولهذه المنزلة العظيمة التي تتبوؤها السنة كانت ولا تزال محل عناية كبيرة من علماء المسلمين عموماً والمحدثين على وجه الخصوص، فإنهم لم يدخروا وسعاً ولم يألوا جهداً في سبيل المحافظة عليها، وإبقائها سليمة من تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين.وكان من الأئمة الذين أسهموا في هذا الجانب هو الإمام الكبير أمير المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري والإمام مسلم بن الحجاج القشيري رحمهما الله تعالى و قام هذان الإمامان بجمع الأحاديث الصحيحة في كتابيهما واتفقت الأمة على صحة ما ورد فيهما من الروايات الموصولة المسندة كما نقل هذا الاتفاق ابن الصلاح والنووي والسيوطي والشاه ولي الله الدهلوي وغيرهم. وأصبح صحيح البخاري وصحيح مسلم مرجعا للمحدثين والفقهاء والعلماء فجاء هذا البحث ليبين مكانة هذين العلمين ويوضح شيئا من ميزات الكتابين ومن حيث الموازنة بينهما أيهما أفضل وأكثر فائدة وأهمية ومن ثم الترجيح بينهما عند الخلاف.الهدف من هذه الدراسة المتواضعة هي الموازنة بين الصحيحين فمن حيث العموم اختلف اهل العلم في المفاضلة بين الكتابين على ثلاثة أقوال: أولا: صحيح البخاري مقدم على صحيح مسلم وبه قال جمهور المحدثين، ثانيا أن صحيح مسلم مقدم على صحيح البخاري و به قال بعض المغاربة و أبو علي النيسابوري من المشارقة، وأيضا هناك قول ثالث باستواء الصحيحين وأنهما كفرسي رهان. والمنهج الذي سلكته في هذا البحث هو المنهج التحليلي المقارن، وذلك باستقراء صحيح البخاري وصحيح مسلم لاستخراج ما يكمن فيهما من ميزات، ثم مقارنة هذه النتائج بمواقف أئمة معاصرين للبخاري ومسلم. حتى يتسنى لنا معرفة ميزات كل كتاب والموازنة بينهما.وفي كتابة وتدوين هذا المقال راجعت الى عدد من المصادر القديمة والحديثة، أشهرها هدي  الساري مقدمة فتح الباري للحافظ ابن حجر. شروط الأئمة الستة للحافظ المقدسي. تذكرة الحفاظ و سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي. مناهج المحدثين، للدكتور سعد بن عبدالله. بين الإمامين مسلم والدارقطني للشيخ ربيع المدخلي. مناهج السنة ومصادر مصنفيها للشيخ حاتم شريف العوني. الإمام البخاري وصحيحه للدكتور عبد الغني بن عبد الخالق.. عبقرية الإمام مسلم في ترتيب أحاديث مسنده الصحيح للشيخ حمزة المليباري.من خلال هذه المقال توصلت الى أن الصحيحين من أعظم الكتب التي ألفت في مجال الحديث، و لهما مكانة مرموقة بين المسلمين. وكتاب صحيح البخاري أفضل وأرجح من صحيح مسلم من حيث الرواة والفقه والشروط في الرواية.